نوح المزامير

[39steps]

ما بال هذا الدرب يسحبنا سنينا للوراء

ما بال هذا الليل يلبسنا وشاحاً و رداء

و الافقُ لا يحمل سوى ليل جديد

الليل يخفي حتى اصوات البواخر

والقطارات ...

ايُ الدروب اليوم يجمعنا معك ؟

يا ايها الوعد المشرّد بين أرصفة الموانيء

والمطارات ..

[39steps]

يجب أن تختنق

و تبتلع الغصة إثر الغصة

يجب ان تتشكل داخل حزنك

وتختفي خلف هذه الدمعة الجامحة

عندما تقف على شفير هذا الوداع الموجع

،،،

الآن تتضاءل كل لغات الأرض

و تختنق بكل اللغات التي تعرفها

فقط لغة اللحظة هي التي تتحدث

الآن .. و عند كل هذا الوجع الجائر

و الحزن الغائر ،

ليس بإمكاني الوقوف امام هذا الوداع الجديد

ليس بإمكاني الثبات

وهذه العربة التي تبتعد شيئاً فشيئا

يبتعد معها كل شيء يمكن ان يبقيني قوياً

،،،،،،

لكن ،

شكراً لك

شكرا لك يا شقيق الصفاء

و يا طهر ارواح الملائكة

شكرا لك ايها العمّار

شكرا لك يا ايها الروح المعمّدة بسرِ النقاء

سافر تصحبك السلامة لأجلنا

و لأجل كل الذين يعرفون عمّار أحمد فضل المولى .

،،،

صديقي عمّار هو افضل شيء حدث لي

في العشرين عاماً الماضية

[39steps]

لماذا حين يضربني الحنين اليك

يتحول هذا الوجود الى مرايا

تعكس وجهك في كل الاتجاهات

و كلما يتسارع العمر بعيد عنك ،،

ابحث عن كل شيء يوصلني بك

لماذا انا ابدو ضائعاً جداً

حين أفكر في هذا البعد

الذي ينحت جراحاً داخل جرحي

و يرسم احزاناً داخل حزني

ما الذي يمكن ان اخفيه

حتى لا أبدو شارداً فيك ؟

لا شيء....

فأنا متورط فيك حد التقمص و الحلول .

[39steps]

و الذي يعرف عينيك ،،

يعرف اي البلاد يكون منفاي الأخير

و اي مأزق يقودني اليه هذا المصير

و الذي يعرف عينيك ،،

يعرف كيف غرقت كل سفن العابرين

وكيف ضاعت بين عينيك ضراعات الحنين

و انا اعرف عينيك ،،

و اعرف كيف افنى غرقا

في كأسها المعتقة منذ آلاف السنين

[39steps]

ذاكرتي مجهدة بالماضي

فمتى سيذهب ؟

[39steps]

لست من اولئك الذين يصنعون جسرا من الماضي

لبلوغ الأمنيات ،،

فالحياة أضيق بكثير من ان تتسع للآلام و الآمال معاً

و نقطة الوصول دوما أبعد من اي شيءٍ آخر

وحتى لا ينقطع بي المسار في الهزيع الأخير من عمري

الآن اسقطها كلها ،،

عدا ذلك التذكار الغائر فيّ

و الذي يلازمني ابداً كهوية...

[39steps]

عشر سنوات

وكأنها لم تأت

آهٍ ،،،،

كم انت سريع ايها الطريق

و ما اعجل الخُـطى بك

و في الأخير

لا شئ ،،

سوى ارتداد السؤال

[39steps]

غفلت عنها للحظة ..

فكانت قد رحلت للأبد

الآن أنا مستعد لفعل اي شيء

لإستعادة تلك اللحظة

[39steps]

لم يكن كما توقعته لكن هنالك دائما ما يدفعني الى قبوله بشكل ما على الرغم من اقتناعي التام بأنه لم يكن كما توقعته

لم يكن ابدا كما توقعته

ابدا

ابدا

[39steps]

كنت يافعا جدا في ذلك الزمن و في بواكير صباي و لم تكن السياسة تعني لي شيئا لا من قريب و لا من بعيد لم أكن أعلم ماذا يدور في العالم أو من حولي من احداث و تقلبات سياسية او ما شابه , ففي ذلك الزمن لم تكن السياسة تستطيع الوصول اليك اذا لم تكن ترغب أنت في ذلك بعكس زماننا هذا تجد نفسك دائما محشوراً في وسط الاحداث شئت أم أبيت " و البركة في القنوات الفضائية " نعم لم تكن تعني لي السياسة شيئا و كل الذي كنت اعرفه هوأن اليهود يحتلون فلسطين و جعفر نميري هو رئيس الجمهورية و لم اكن اتخيل ابدا انه يمكن ان يكون هنالك رئيسا اخر للبلاد اذ كنت اعتقد ان الرئيس غير قابل للتغيير الا اذا وافته المنية حينها فقط على الدولة ان تبحث عن رئيس آخر بمواصفات و مقاييس نميري و كنت اعتقد انه ربما يكون والدي هو الشخص الانسب لهذه المهمة لاني كنت اجده اكثر الذين من حولي الماماً بالامور السياسية كان يتحدث كثيراً عن أمور تتعلق بالاحزاب و الساسة في البلاد نعم كان والدي يتعاطى السياسة و كنت اعتقد بأنه ربما يكون في يوم ما شخصية سياسية مشهورة .

لكن في الواقع هنالك امر ما كان يربطني بالسياسة دون ان يكون لي يد في هذه الجريمة و هو عشقي و شغفي الكبير بالاناشيد التي صاحبت تلك الفترة و التي كانت تمجد ثورة مايو و قائدها المشير جعفر نميري و لا اخفي عليكم امرا فقد دفعتني تلك الاناشيد بشكل كبير الى الاعجاب بهذا الرجل بشكل مطلق . نعم احببت ذلك الرجل من خلال الاناشيد التي كانت تبث عبر الاذاعة و التلفزيون و التي شكلت و خلقت فينا هذه العاطفة القوية تجاه الارض و الوطن بغض النظر عما كان يدور خلف الاستار أو ما كان يمارسه النظام في ذلك الوقت , و لكن بمرور الوقت بدأ يتضح لنا - انا و بني جيلي - ان ما يدور هو شيء اكبر من مفهومنا لمعنى السياسة و ان هنالك امور مريعة تحدث في الخفاء و بدا هذا الشيء يكبر معنا الى ان حانت تلك الساعة التي لم أكن اعتقد ان هنالك من كان يتوق اليها " عشان كنت شافع ساكت " , سقط نميري و سقطت معه ستة عشر سنة من تاريخ الحركة السياسية في السودان و اليوم و في الخامس و العشرين من مايو من العام 2012 و بعد مرور ما يقارب السبعة و عشرون عاما على سقوط النظام المايوي مازال هنالك شيئا يجعل الحنين يتوالد في داخلي من خلال ذاكرة الاناشيد المايوية و لا اعتقد ان هنالك من يلومني في ذلك لانني بكل بساطة تربيت عليها و نشأت معي , نعم انا تربيت على صوت ابي داؤود و هي يغني : الشعب قسم يقولا نعم ليك يا القائد الملهم

و ادريس ابراهيم حينما كان يردد :

تغني تقول سكينة حباب جنى العم .... تزغرد في الجنوب بالفرحة مريم

تسلم مايو لينا و ليك نسلم ... جمعت شمل بلدنا ... بلدنا الكان مقسم

و كنت استمتع بصوت حنان الصغيرة حين تردد : ده مايو حبيب زي امي و ابوي زي اختي و اخوي

و سيد خليفة و ما ادراك ما سيد و خاصة رائعته " ايدناك بايعناك ..يا نميري ايدناك للجمهورية بايعناك " او شيء من هذا القبيل

و لا انسى ابدا عيد ما يو اشرق من جديد لعز الدين مزمل :

ايامك اعياد مشرقة ...و ازهارها زاهية و مورقة

تحيا و تدوم ابد الدهور ... تحيا و تدوم لعزنا

كون حياتنا و مجدنا

بنكن ليك انبل شعور ... حافظين جميلك في الصدور

با عزة الشعب الكريم يا مايو يا رمز الجهاد

وكانت هنالك انا شيد لمناسبات معينة و لكنها كانت تشير ايضا بشكل ما الى ثورة مايو و اتذكر هنا نشيد عيد التعليم

عيد التعليم قد اتى كالثدي ظل مرضعا

تسعد سعاد بيوم قدومو يفرح، ( ـــــــــــــــــــ ) و كمان عصام امي بتغسل لي هدومي

العين حرف كلمة علم ... و اللام حرف كلمة قلم و الميم ده حرف الثورة مايو

كل الحروف الباقية تتجمع تكون لي عيدنا و التعليم اسم

او ربما لعيدنا و السودان اسم لا اتذكر جيدا

على كل حال ذهب ذلك الزمان و بقي التذكار محفورا في الوجدان

رحمه الله جعفر نميري و رحم الله سودان تلكم الايام

..................

هييييييييييييييييي ما فيكم واحد يجي يقول لي انت سدنة :'>

[39steps]

لا ادري كيف يكرم انسان خرج في سبيل الوطن ,

و قاتل من اجل الارض

الم يقل الشاعر :

و للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق

و هل يجزى المدين ان اوفى بدينه ؟

و كيف يمكن للأنسان ان يوفي بدينه تجاه الأرض

و ما هو مقدار هذا الدين ؟

؟

[39steps]

في ذكرى رحيل " الدرب الأخضر "

كنت قد رأيت " النشوة الكبرى " التي امتدت في فيحاء المكان

وكيف تعمد الحضور في محراب النيل

فعرفت ان كل شيء بخير

و ان " الهيب هوب " السودانية حالة من الهستيريا المؤقتة

.......................

الأمور الجيدة هي التي تدوم

[39steps]

يعوزنا الكثير حتى نصبح كغيرنا من الكائنات الأرضية فنحن ما زلنا نردح في عصر متأخر من عصور الجاهلية ، للأسف هذا ما آل اليه حال هذا الكيان الهجين او بمعنى ادق بقائه ضمن ما لم يستطع الخروج منه حتى الآن .

[39steps]

على الرغم من انني أتقبله و احترمه ككائن بشري يستحق التقدير شأنه شأن غيره الا انني اجد صعوبة كبيرة في مسألة تقبله كصوت طروب على علمي الأكيد ان هذا الأمر يخضع لمعايير سمعية متباينة فأنا لا انكر ابدا ان هنالك من يطرب لصوته حد الثمالة ، و حتى الاعمال القليلة التي كنت اتوقف عندها اتضح لي مؤخرا انه قام " بالتهكير " عليها من فنانين آخرين .

يقول عنه احد عمالقة الفن الراحلين - رحمهم الله جميعا - أن هذا الرجل " ينهر" الاغاني اذن فانا لست الوحيد فحتى اصحاب " الكار " لهم نفس الرأي .

[39steps]

هي كالأمس ام كليله ؟

ما شكلها دون هزارها الطروب ؟

وكيف يبدأ الدوح النشيد

هل سيصدح كما كان دوما

ام ان بلابله ستكتفي بالنوح

رحل المطرب الانسان نادر خضر و ترك تجويفا كبيرا في عمق الكيان المسمى " فريق اغاني و اغاني " و خلف ايضا وراءه الاستفهام الأكبر عن شكل و ملاحم البرنامج بدونه ؟

و انا اشاهد ريبورتاج البرنامج على شاشة النيل الازرق و الذي حمل الملامح العامة للبرنامج هذا العام كنت ابحث عن وجهه بين الحاضرين , لم يكن هنالك !!!

فقط كان الأسى يتسع في الوجوه و الصمت يمتد في ارجاء الحضور سكن كل شيء و ثارت ثائرة الدموع على خلفية الحزن النبيل بصوته الباكي الحزين .

الا رحمة الله تغشاك من مبتداك الى منتهاك

[39steps]

قامت قناة النيل الازرق ببث وصلة وثائقية عن سيرة سيدنا الحسين رضي الله عنه فكان كل شيء كما هو متيقن لدينا الا مسألة مقتل الحسين اذ ذكر النص المقروء ان الأمويين هم من قتلوا الحسين رضي الله عنه بسبب خروجه على يزيد بن معاوية .. لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو هل شمر بن ذي الجوشن - قاتل الحسين - من الامويين ؟ اذا كانت الاجابة بالنفي اذا ليس الامويون هم قتلة الحسين و لكن ربما يكونوا قد تسببوا في ذلك , مع العلم بأن هنالك دلائل كثيرة تشيرالى ان التقاء الجمعين شابه بعض سوء الفهم اذ يقال بان الحسين كان في طريقه الى عاصمة الأمويين لمبايعة يزيد درءاً للفتنة و انه عندما اصطدم بالأمويين في مدينة كربلاء كان هنالك فريق ثالث لا ينتمي لاي من الجمعين سعى هذا الفريق لاشعال نار الفتنة عندما علموا بان الحسين رضي الله عنه في طريقه لمبايعة يزيد و قد تم لهم ذلك و تكفل شمر بن ذي الجوشن بقتل الحسين و قطع رأسه المكرمة .

اذن يبقى السؤال هنا من اين حصلت قناة النيل الازرق على هذه الوصلة الوثائقية ؟؟؟؟

[39steps]

ليس وداع

في منتصف الطريق يترجلون عن خيولهم ويمضون

دون أن ندرى متى بدأت الرسل تستعجلهم؟

متى قطعوا تذاكرهم؟.

متى حجزوا مقاعدهم ؟

ومن الذي ساعدهم

فستفوا حقائبهم ورحلوا هكذا دون أن نودعهم!

هؤلاء الصامتون

لماذا ينثرون عطرهم ثم فجاءة يختفون

...................

الأديبة المرهفة الخالة شامة ميرغني

حينما يتملكني الحنين من أقصاي الى أقصاي و يقرع الأسى صنوج الحزن في ذاكرتي اتذكر دوما بأنه " ليس وداع " لكنه لقاء بعد حين .

[39steps]

لا يمكن ابدا ان يكون في ذلك المكان ..هو هنا قائمٌ و لا شيئ يمكن ان يحوله الى أمر متنقل

هو شاخص بعيد القرار بعيدا هنالك حيث لا وعي و لا وصول

مات حين ولد وولد حين مات لكنه لا يمكن ابدا ابدا ان يكون حيا أو ان يكون ميتاً غير انه موجود

من قال انه نغلاً ؟ لا ,,, ليس الا خلاسيا من تلاقح الصيف بالشتاء

باركته الأيام و عمدته بصمت مستديم

لكن يمكننا ان نسمعه وهو يصمت حين يمتد فسيحا على لوح القداس

و تسكب عليه الايادي مارونها العتيق

الآن ... الآن فقط يمكننا رؤية ابعاد فراغه المنحوت في عرض الفراغ ...

الآن الآن هو خارج من المهد , الكفن , اللحد ليعود .

لماذا

[39steps]

هنالك اشياءُ تساقطت من حياتي

احاول التنصل من معطيات هذا الزمن

لأرمم ما تبقى من عمري

فقط أحتاج بداية

لأستعيد حياتي

[39steps]

اعترف بأنني قد سببت لنفسي آلام عريضة

حقاً آنا آسف ايتها النفس

الآن فقط عرفت انني لا املكك ..

[39steps]

أنا لا اشعر بالإنتماء الى ذلك المكان ..

مكاني هنا وسط هذه الأضابير التي سهرت معي و غنت معي

اريد فقط ان اكون هنا و لا أدري سر تعلقي بهذا المكان

مزيكا سودانية ليس مجرد موقع أحبه و لكن هو جنون اصبت به

اعيدوا لي مزيكا كما كانت

[39steps]

لا تقولوا لي ان محمودا قد مات

بل قولوا لي لقد مات الشباب

[39steps]

ما حد فاضي ما حد مهتم

فرحت او عشت عمري بهم

ما تفرق بدمعي بكيت

او من و ريدي دم

غلطتي اني خسرتك

انت يا فوزي الوحيد

قلت لي بس ما فهمت

كنت اظن انك اكيد

و كنت مغرور و عنيد

[39steps]

انا لا احتاجك أن تعنونني

لكنني احتاجك نصاً مغلق في متني

نصٌ لا يقبل الإقتباس

اقرأوك من حيث ابتداء الحرف بك

الى انتهائي غائراً في عنت الغرغرة الأولى

[39steps]

عشرون عاماً و لم اسأل نفسي مرة واحدة ان كنت استطيع نسيانك ام لا , هذا أمرٌ خارج قياسات التفكير